15 ديسمبر 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
بدون عنوان

غروب بديع يصلح كخلفيه خالده فى لوحه ليست حكرا على احد لكنه غروب حزين بلون الدم الاحمر الذى اريق منه انهارا هذا الصباح فى محاوله جديده للاستيلاء على الحكم و كالمعتاد نجح وزيرنا الهمام و قائد امننا الداخلي فى القضاء على التمرد و بدم بارد امر باعدام كافه المتمردين -دون محاكمه طبعا- و لكسر الملل امر باعدام جميع اهالي المتمردين ايضا فى رساله تحذير واضحه جدا لكل من تسول له نفسه التفكير فى مجرد الاعتراض
و فى اشمئزاز و برود انتهى حفار القبور من استضافه ضيوفه فى مقابر جماعيه و اخذ يشعر بمراره قاسيه على رجل فى مثل عمره -قد جاوز المائه عام بقليل-و اخذ يتحسر على هذا الزمن البائس الذى جعل منه اكبر مورد جثث للقبور فى النصف العامر من الكره الارضية و اخذ يتذكر زمن بعيد عندما كان الامراء و عليه القوم يغدقون عليه بالاموال و الهدايا فى حياتهم كي يكرم مثواهم فى مقابر تليق بهم و يحرص على احياء ذكراهم و يجعل من مراسم دفنهم ما يليق بمكانتهم الدنيوية و كيف تغيرت الاحوال و انتهى عصر الامراء و لم يعد فى المملكة كلها من يحمل روح النبلاء و لم يعد هناك اي مجال للعلماء او الادباء و لم يبق سوى الفقراء و المستضعفين و فى مذله و احتقار يعيشون -او هكذا يتصورون-و على امل ظهور فارس الظلام يحلمون -الذى هو على مواجهه الظلم قادر و على اقامه العدل عازم و لكي تتبدل بشرته السمراء باخرى بيضاء بلون البدر الظاهر يوم يقضى على اخر ظلم و يسود الرخاء من جديد فى عهده المديد
فى يوم مشؤوم من تاريخ مملكتي العريقة توفى الملك المتوج و جلس مكانه ولى عهده و تفائل الناس بالملك الجديد لكن لم يدم تفائل الناس به كثيرا فسرعان ما تحول الملك المصون الى سفاح مجنون وانه بكرسي العرش مفتون و لكي يثبت حكمه لن يتوان عن وأد المملكة باكملها و قد ظهر هذا الجنون فى القرار المجنون باعدام كافه الذكور فى العائلة المالكة حتى لا يأتي احد من بعده و يطالبه بالعرش و تبدأ مملكتي فى الهبوط نحو الهاوية المحتومة عندما رضى الشعب بذلك و لم يحرك احد ساكنا فى سبيل الحق المهضوم و فى المقابل غادر مملكتنا الحق و فى صحبته العدل و لم يبقى لنا غير الظلم و الذل والمزيد من الجنون امر ملكنا المصون باعتقال قائد الجيوش و عزل الوزير و عين بدلا منهم سفاح مشعوذ لا يعرف غير اراقه الدماء مهنه و اصبحت حدود مملكتنا هي حدود الجحيم من خرج منها فقد نجا حتى لو تسول لقمه عيشه و من لم يسعفه حظه و بقى و رضى فهو من عداد المفقودين
اكتمل مثلث الرعب المشهور بوزير خائن لا يريد سوى البقاء فى منصبه شأنه شأن ملكه فاصبح له تابع كالكلب المسعور يعقر كل من تسول له نفسه المساس بمنصبه او بمنصب ولى نعمته حتى اصبحت اقصى اماني هذا الشعب الجبان ان يتجنب الصدام مع السلطه و السلطان و ادنى و احقر مرتبات المعيشه صارت هي احلامهم...
وا اسفـــــــــــــــــــــــــــــــــا
كعاده الشعوب المستضعفة التي خلعت لباس العزه و الكرامه و ارتدت بدلا منه مئزر الخزى و المذله استسلم الشعب المشئوم لخرافات الجهل و بات يرفرف فى ظلام المشعوزين و السحره على امل ايجاد مهرب من هذا الواقع الحزين و يقال ان الملك استقدم الينا هؤلاء المشعوذين كي يحبسوا الشعب داخل اسوار الجهل و مغارات التوهان فلا يعرف احد حقه او يفكر فى المطالبة به
و انتشرت امراض و اؤبئه من نوع الكذب و النفاق و داء الخديعة و وباء الخيانة بالضافه الى الخبث و السرقه و ضياع الاخلاق و هكذا تحولت مملكتنا من مناره العلم و الاخلاق الى اطلال محطمه يقطنها بقايا كائنات حيه و تنصلت منا كل الممالك و الامم الأخرى و اضحينا مثلا يحتذى به فى الذل و الهوان
حسنا...لقد اكتفيت بكل هذه السنون و حان وقت الراحه و السكون و فى هدوء رقد حفار القبور فى حفره عمقه فى منتصف ساحه القبور و لعينيه اغمض و للحياه فارق و بعد دقائق معدوده تعامد نور القمر على حفره حفار القبور و سينتهى التعامد مع بزوغ الشمس كي تتحقق الاسطوره و ينهض الفارس الاسود من القبور كي يحقق العدل ...لكن بطريقته الخاصه فبعد القضاء على الملك و حاشيته الفاسدة و الانتهاء من امر الوزير و قائد الجيوش لن يكون امامه سوى مهمه صغيره كي يزول الظلم و يتحقق العدل تطهير الارض من كل من رضى بهذا الواقع المرير و ابى ان يطالب بحقه و بالقضاء على بضعه الاف لن يتغير ميزان الارقام على سطح الارض بالعكس ستظهر بقعه جديده للحريه و العدل
و مع بزوغ شمس اليوم الجديد لن تكون هناك مشكله
فالحريه و العدل من المعادن النفيسة التي تحتاج الى ثمن باهظ جدا كي نحصل عليهم
و هي ليست متوفره للضعفاء
هي نعم تمنح فقط لكل قوى وقف فى وجه الظلم
و قال لا
تمت

For a Special Someone

For a Special Someone

HoPe

المتابعون